--------------------------------------------------------------------------------
أقبل رجل فسألني فقال : يا دكتور إن نفسي تدفعني إلى التدخين فعظني موعظة .
فقلت له: إذا دعتك نفسك إلى التدخين فدخن ولا بأس عليك ..
ولكن لي إليك بثلاثة شروط.
قال الرجل : هاتها ..
قلت : إذا أردت أن تدخن فاعلم أن التدخين معصية لله عز وجلّ ، لذلك دخن في مكان لا يراك الله فيه و احرص ألا تدخن وتؤذي خلقه فوق أرضه..
فقال الرجل : سبحان الله كيف أختفي عنه وهو لا تخفى عليه خافية..
وأين أذهب وكل ما في الكون له؟!
فقلت : سبحان الله أما تستحي أن تدخن وتعصي الله وهو يراك .. وتسكن فوق أرضه وتؤذي خلقه؟ !!!
فسكت الرجل ..
* * * * * * *
ثم قال : زدني ..
فقلت : إذا أردت أن تدخن فلا تأكل مما جعل الله لك قوتاً من ماءٍ و فاكهةٍ ولحم، وليكن قوتك من البنزين أو الكاز أو المازوت ..
فقال الرجل : سبحان الله! وكيف أعيش دون هذه الطيبات وأعمد إلى المواد النفطية وهي ليست لي قوتاً؟! ..
فقلت : أن تريد أن تدخن وتخالف فطرة الخالق وتأكل الخبائث من الدخان، وأنت تعلم أن الذي يصدر الدخان هي المركبات و المدافئ التي وقودها النفط..
أما تستحي أن تخالف الفطرة وتعصي الله .. وهو الذي جعل لك هذه الطيبات وقوداً وقوتاً ..وحرّم عليك الخبائث؟
قال الرجل : زدني ..
* * * * * * *
فقلت : إذا دخنت وجاء يوم القيامة ثم قرأت في صحيفتك كم أحصي لك من عدد السجائر التي دخنتها في حياتك فأنكر أن تكون فعلتها ..
أو قل فعلتها لكن للتنفيخ و التنفيس ومن قبيل التسلية
فقال الرجل : سبحان الله! .. فأين الكرام الكاتبون .. والملائكة الحافظون .. والشهود الناطقون ..
ثم ربنا لم يخلقنا لنلعب وننفخ ونضيع أوقاتنا!!
تأثر الرجل..
ومضيت أقول له ..
اللهم أخرجنا من عبادة اللذة إلى عبادة ذاتك
اللهم أخرجنا من ذل السيجارة إلى عز الطاعة
..... آمين
الفكرة لسلطان العلماء إبراهيم بن الأدهم رحمه الله
الإعداد للدكتور مُلهم زهـير الحراكي
دراسات عليا في الطب النفسي والعلاج النفسي للأطفال والمراهق